لفت راعي أبرشية صيدا ودير القمر لطائفة الروم الكاثوليك المطران إيلي الحداد، إلى "أنّنا نريد فيلسوفًا لحكم لبنان وليس جاهلًا"، مؤكّدًا "أنّنا كمسلمين ومسيحيّين، يمكننا أن نتعايش مع بعضنا البعض بطريقة ممتازة في لبنان، ولا شيء يفرّق المسيحي عن المسلم، شرط أن نعرف من ننتخب". وشدّد على "ضرورة انتخاب من يجمعنا، لا مَن يفرّقنا، ولا من يجرّنا إلى الطائفيّة والفئويّة، الّذي لا يريد أن يصنع الثروة من خلال منصبه".
وأشار، في حديث إلى صحيفة "الأنباء" الكويتيّة، إلى أنّ "الشعب اللبناني اليوم ليس لديه قائد أو قادة، يستطيعون خلق فلسفة ومنطق ثورة جديد، نريد قادة جدد فقراء من أصحاب الشفافيّة"، داعيًا إلى "ثورة سلميّة لا عنفيّة، ثورة فكر وكتاب لبناء لبنان الجديد، لا عبر قطع الطرقات وحرق الدواليب". ورأى أنّ "الكنيسة ليست بعيدة عن القيادة بهذا الإطار"، مبيّنًا أنّ "الكنيسة والمسجد يستطيعان تأليف قيادة جديدة وحكيمة لقيام لبنان الجديد".
واستبعد المطران الحداد "نشوب حرب أهليّة جديدة في لبنان"، لافتًا إلى أنّ "هناك تجربة أليمة مرّت على لبنان ولا يمكن للشعب اللبناني أن يكرّرها". وأفاد بـ"أنّنا على أبواب مرحلة انتخابيّة نيابيّة"، داعيًا إلى "وضع القوانين لعدم التجديد للحاكم والنائب والوزير، بل لتجديد الحياة السياسيّة في لبنان".
وأعرب عن أسفه لـ"الأوضاع الّتي يعاني منها لبنان على مختلف الصعد"، موضحًا أنّ "اللبناني لم يعد يهتمّ بالشؤون السياسيّة، وإذا شكّلت الحكومة أو لا، فالقضايا الحياتيّة هي الطاغية والضاغطة. لم يعد يهمّنا إذا كانت هناك حكومة أم لا، لأنّه حتّى لو شُكّلت، مع الأسف الأمور لا تبشّر بالخير، فالخلافات والطائفيّة سوف تستمر". وذكر أنّ "هناك مخاطر كثيرة تواجهنا كمسيحيّين في لبنان وأهمّها الهجرة، فهي من أخطر ما يكون، ولا أعتقد أنّها ستتوقّف في حال شكّلت الحكومة".
وشدّد على أنّ "لذلك، أدعو المسيحيّين بشكل خاص إلى التمسّك بالأرض والصبر، فالهجرة أكبر ضربة لنا، لأنّ هناك من سيقيم مكاننا في ظلّ عدد كبير من الأخوة السوريّين النازحين، وهم أكثر من نصف الشعب اللبناني، وهؤلاء يمكن أن يبقوا في لبنان في حال غادرنا بلادنا، وعندها ترتاح الدول الأجنبيّة من أنّ هؤلاء النازحين لن يذهبوا إلى بلادهم في أوروبا وغيرها، بعد أن يكون تمّ إيجاد المكان لهم في لبنان". وأشار إلى أنّ "لذلك، علينا التفكير أكثر من الواقع والمرارة الّتي نعيشها بفعل طوابير المحروقات والأدوية والخبز وغيرها، هناك مؤامرة كبرى على لبنان اليوم، وعلينا الصمود بوجهها".
كما ركّز الحداد على أنّ "هذه الطبقة السياسيّة لا تستطيع تشكيل حكومة، ولا الاتفاق على تناغم في إدارة البلاد، فأعتقد أنّها لن تتأخّر بالسلطة بعد، فالعالم أجمع باتت أنظاره على لبنان، من أنّ هذه السلطة لا تعرف إدارة البلد. طبعًا هناك مطامع دوليّة كبيرة بلبنان، وكنت أتمنى لو لم نصبح بلدًا نفطيًّا، لأنّه فتح شهية أطماع الفرنسي والأميركي والإسرائيلي".